-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

العمل في الإسلام


العمل في الإسلام

حثّ الإسلام في كثيرٍ من النصوص القرآنيّة والأحاديث النبويّة على طلب الرّزق، والسعي في الأرض من خلال العمل المُباح، لكسب الرزق، لكي يكون المسلم في مجتمعه منتجاً فاعلاً، بدل أن يكون عالةً على المجتمع، ويساهم ذلك في توفير حياة كريمة له ولأهله، وفي قوة المجتمع الإسلامي وازدهاره،
فالعمل هو شيء رئيسي في حياة كل إنسان، و هو ما حثنا عليه الدين الإسلامي الحنيف، و كل الأديان السماوية الأخرى فالعمل أو الحرفة أو المهنة من إحدى الضروريات الأساسية لحياة أي شخص، و ذلك يرجع إلى أنه من خلاله يتمكن الإنسان من توفير ما يحتاج إليه من مستلزمات لمعيشته، علاوة على أنه مهم من أجل إتمام التكامل الاجتماعي بين الناس.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، فإذا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ الجمعة 
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك].
قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل:14].
و قول الله سبحانه: ﴿رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً الإسراء
و قوله: ﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ‌ مَعَاشًا [النبأ: 11]،
واعتَبَر الإسلام العمل نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله، فقد رأى بعض الصحابة شابًّا قويًّا يُسرِع إلى عمله، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فردَّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تقولوا هذا؛ فإنَّه إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان»(صحيح الجامع للألباني، برقم: 1428)،
يقول الشاعر:  
بِقَدْرِ الْكَدِّ تُكْتَسَبُ المعَالِي *** ومَنْ طلب العُلا سَهرَ اللَّيالِي
ومن طلب العُلا من غير كَدٍّ *** أَضَاع العُمْرَ في طلب الْمُحَالِ

و يقول آخر          الناسُ بالنَّاسِ مادامَ الحياءُ بهم http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والسَّعْدُ لا شكَّ تاراتٌ وهبَّاتُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأفضلُ النَّاسِ ما بينَ الورى رجُلٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تُقْضى على يدهِ للنَّاسِ حَاجَاتُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لا تمنعنَّ يدَ المعروفِ عنْ أحدٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما دُمْتَ مُقْتَدِرا فالسَّعْدُ تاراتُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
واشكرْ فضائلَ صنعِ اللهِ إذْ جعلَتْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إليك لا لكَ عند الناس حاجاتُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكَارِمهُمْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ
خطر البطالة والتسوّل:
ألا تباً لِيَدٍ مترفة ونفسٍ رِخْوَةٍ وعينٍ سبَّاقَةٍ إلى الشَّهواتِ ولسانٍ طليقٍ في الشبهات، لا يحسن إلا خبرة ضياع الأوقاتِ في الحسراتِ، ومجالاتُ هؤلاء البطالين هي المقاهي والنوادي واللعب
ومن فقد مضمارَ العمل فقد قيمةَ وجودِه، ومن ثمَّ يدْخُلُ في نفق التسول ومدِّ يَدِ الفقرِ ولسانِ طلبِ العطفِ من النَّاس؛ ففي الخبر : شرّ الفتيان المتعطّل المتبطّل.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: (إن ناسًا من الأنصارِ، سألوا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعْطَاهم ثم سألُوهُ فأعْطاهم حتى نَفِدَ ما عندهُ، فقال: ما يكون عِندَي من خيرٍ فلن أدَّخِرَهُ عنكم، ومن يستعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَستَغنِ يُغنِهِ اللَّهُ، ومَن يتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ مِنَ الصَّبرِ) (صحيح البخاري 1469).
عن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: (أن رجلًا من الأنصارِ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يسألُه فقال أمَا في بيتِكَ شيءٌ؟ قال بلى حِلْسٌ نلبسُ بعضَه ونَبسطُ بعضَه وقعبٌ نشربُ فيه من الماءِ قال ائتني بهما قال فأتاه بهما فأخذهما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذينِ؟ قال رجلٌ أنا آخذهما بدرهمٍ قال من يزيد على درهمٍ؟ مرتينِ أو ثلاثًا قال: رجلٌ أنا آخذُهما بدرهمينِ فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمينِ وأعطاهما الأنصاريَّ وقال اشترِ بأحدِهما طعامًا فانبِذْهُ إلى أهلِكَ واشترِ بالآخر قدُّومًا فأتني به فأتاه به فشدَّ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيدِه ثم قال له اذهبْ فاحتطبْ وبعْ ولا أَرَينَّكَ خمسةَ عشرَ يومًا فذهب الرجلُ يحتطبُ ويبيعُ فجاء وقد أصاب عشرةَ دراهمَ فاشتَرَى ببعضِها ثوبًا وببعضِها طعامًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خيرٌ لكَ من أن تجيءَ المسألةُ نكتةً في وجهِكَ يومَ القيامةِ إنَّ المسألةَ لا تصلَحُ إلا لثلاثةٍ لذي فقرٍ مُدْقِعٍ أو لذي غُرْمٍ مُفْظِعٍ أو لذي دَمٍ مُوجِعٍ) (سنن أبي داود1641).
ولقد حض النبي صلي اله عليه وسلم علي العمل مهما يكن : في قوله " لان يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسال أحدا أعطاه أو منعه"
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " جعل رزقي تحت ظل رمحي " معلق.
وفي حديث آخر :
إن الله يحب المؤمن المحترف الضعيف المتعفف ويبغض السائل الملحف. ضعيف
وقال : (من أمسى كالاًّ من عمل يده بات مغفوراً له) (الطبراني في المعجم الأوسط 7/982، والألباني في السلسلة الضعيفة 2626)،
وقال : (أطيبُ ما أكَلَ المؤمِنُ من عمَلِ يدِهِ) (ابن الملقن في شرحه للبخاري 20/458 وقال: صحيح).
و الله سبحانه وتعالي يحبّ الصانع والعامل المتقن لصناعته والمحسن لعمله .
قال اللهم صل عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"
ودعا النبي صلي الله عليه وسلم لمن أتقن عمله حيث قال "
رحم الله من عمل عملاً فأتقنه"
فمن اقتدي بهداه وسار علي طريقه طريق العمل والنضال وتناول أسباب العيش عاش غنيا كريما في نفسه.
ورأينا من الصحابة من كان يعمل بالتجارة ويجني الربح الوفير وكان له الأثر الكبير في نصرة المسلمين.
فكان الصديقُ أبو بكر تاجر اقمشة
 وعمر بن الخطاب دلالاً وعثمان بن عفان تاجراً وعلى بن أبي طالب عاملاً، وكان عبد الرحمن بن عوف تاجراً والزبير بن العوام خياطاً وسعد بن ابى وقاص نَبَّالاً أي يصنع النبال وعمرو بن العاص جزاراً وكان ابن مسعود وأبو هريره لديهم مزارع يزرعونها وكان عمار بن ياسر يصنع المكاتل ويضفر الخوص.
إنّ العمل بالصناعة والحرف شرف الإنسان وكرامته امتاز به الأنبياء والرسل، وليس هناك من الناس من هو أفضل من الأنبياء والرسل الذين كانوا يأكلون من عمل يدهم و صناعتهم؛
فقد أخبر الله سبحانه وتعالي عن رسله وأنبيائه بأنهم كانوا يتخذون أسباب المعاش ويطلبون الرزق بالعمل والسعي كالصناعة والتجارة قال تعالى في سورة الفرقان " وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ".
و الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة و السلام، و هم الذين أرسلهم المولى جل شأنه من أجل هدف سامي، و هو هداية البشر، و هم بالتالي قدوة لكل البشر، و أننا لنجد لكلاً منهم حرفة أو مهنة هذا مع امتلاكهم لوظيفتهم السامية، و هي الدعوة إلى عبادة الله جل شأنه وحده لا شريك له، حيث أن الأنبياء و الرسل ماهرين بمهنهم، و أعمالهم التي يعملون بها، و بإمكاننا أن نوردها في هذا المقال كما يأتي:
وعلى ذلك سارت سنة الأنبياء الكرام يعملون ولا يأنفون، فآدم - عليه السلام - فلاَّحًا يحرُث الأرض ويزْرَع بنفسِه، وكان نبيُّ الله إدريس عليه السلام خيَّاطًا، وسيدنا نوحٌ عليه السلام نجَّارًا وخليلُ الله إبراهيم عليه السلام بنَّاءً، وهو الذي بنَى الكعبةَ الشريفة وعاونَه في عملية البناء ولدُه إسماعيل عليه السلام، وكان نبي الله إلياسُ عليه السلام نسَّاجًا، وسيِّدنا عيسى عليه السلام يَعْمَل بالطبِّ.




العمل بالحرف و الصناعة شرف وواجب ديني واجتماعي ومنحة وحياة كريمة.


كاتب الموضوع

elmosafer

0 تعليق على موضوع : العمل في الإسلام

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    مرات مشاهدة الصفحة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    اللوتس

    2017